الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله أصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله. إنه مع فضل شهر رمضان وما فيه من الخير العظيم لمن وفقه الله فإن بعض الناس يُحرَم من فضله بسبب تقصيره، وبسبب غفلته وإعراضه فإن بعض الناس لا يعرف شهر رمضان، إلا أنه شهرٌ للأكل والشرب وتنويع المآكل والمشارب ثم يسهر كل الليل على ما حرَّم الله على القيل والقال، وعلى مشاهدة القنوات الفضائية التي تحمل الخبث والشرَّ أو على لعب الورق، أو غير ذلك من السفاهات، أو يخرجون إلى الاستراحات ويضيعون ليلهم فيما يضرهم ولا ينفعهم أو النساء تخرج إلى الأسواق وتتعرض للمغازلات، وتختلط بالرجال. ومن الناس أيضًا من لا يعرف شهر رمضان، إلا أنه شهرٌ للنوم في النهار والسهر بالليل؛ لأن من سهر بالليل فلا بد أن ينام النهار، لا بد للإنسان من النوم، فإذا لم ينم بالليل الذي جعله الله سُباتًا وجعله سكنًا فإنه سينام النهار، ويترتب على نومه أنه ينسى ذكر الله، فلا يذكر الله، ولا يتلو كتاب الله وأعظم من ذلك أنها تمر عليه الصلوات، صلاة الفجر؛ لأن بعض الناس ينام من آخر الليل، يملأ بطنه بالأطعمة ثم ينام، ويترك صلاة الفجر ويترك صلاة الظهر ويترك
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد