الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واستغلوا
هذه الفرصة العظيمة وهذا الشهر المبارك ولا تكسلوا عن الأعمال الصالحة والمحافظة
على طاعة الله عز وجل، فإن بعض الناس نراهم في أول الشهر ينشطون ويملأون المساجد
لصلاة الجماعة ولتلاوة القرآن والجلوس في المساجد، نراهم يملأون المساجد، وهذا
شيءٌ يسرُّ وهذا دليلٌ على أن الشيطان قد غُلَّ عنهم، الشيطان الذي كان يعترض
طريقهم إلى المسجد ويخذلهم عنه قد غُلَّ عنهم والحمد لله فصاروا طليقين من أسره
يذهبون إلى المساجد ويجلسون فيها ويتلون كتاب الله عز وجل، ويشاركون المسلمين في
صلاة التراويح فنفرح بذلك، ولكن سرعان ما نرى تناقصهم وتخلفهم وفراغ المساجد منهم
لا ندري لأي سببٍ هل هم ماتوا؟! هل هم سافروا؟! أم أنهم جلسوا في بيوتهم وبقوا في
أعمالهم الدنيوية، وغفلوا عن ذكر الله عز وجل. فهذه خسارةٌ عظيمةٌ. شهر رمضان أيها
المسلمون، شهر الصبر لا بد من الصبر على الطاعة من أول الشهر إلى آخره، الصبر على
الجلوس في المساجد، الصبر على تلاوة القرآن، الصبر على الأعمال الصالحة، لا بد من
الصبر، ولهذا يسمى شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، فالذي ليس عنده صبرٌ فإنه يتخلف
من أول الشهر، يأتي
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد