أهمية الوقت
وحفظه
الحمد لله ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ
أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ
كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا﴾ [الفتح: 28]، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له إقرارًا به،
وتوحيدًا وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا مزيدًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي هو العلم النافع، ودين الحق الذي هو العمل الصالح وهما قرينان لا يفترقان العلم والعمل، فأهل الإيمان الذين اتبعوا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم أخذوا بالعلم والعمل، وتعلموا العلم النافع، وعملوا العمل الصالح، وهؤلاء هم ﴿ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69]، ومن الناس من أخذ العلم وعطَّل العمل، وأول من يتصف بهذه الصفة اليهود والذين قلَّدوهم من علماء الضلال أخذوا العلم ولكنهم لم يعملوا به وهؤلاء مغضوبٌ عليهم، والفريق الثاني من أخذ العمل وترك العلم وهؤلاء في مقدمتهم النصارى، ومن سار على نهجهم من المبتدعة والصوفية والمخرفين والقبوريين كلهم على هذا النمط يعملون بدون علمٍ وبدون دليلٍ وبدون هدى من الله، وهؤلاء ضالون ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ» ([1])، وقال عبد الله بن المبارك -يرحمه الله-: من
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد