×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

في قصة موسى وفرعون

الحمد لله رب العالمين يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقٌ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ ٱلۡمَشَٰرِقِ [الصافات: 5]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه بالهدى ودين الحق والقول الصادق صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين اختارهم الله لصحبة نبيه ليغيظ بهم كل كافرٍ ومنافقٍ وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتفكروا فيما قصَّه الله سبحانه وتعالى من قصص الأنبياء والمرسلين مع أممهم (عبرةً لأولي الألباب) ﴿مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ [يوسف: 111]، فالله سبحانه وتعالى ذكر لنا ما جرى بين الأنبياء ومخالفيهم من الأمم السابقة، وما انتهى إليه الأمر من نصرة الحق على الباطل ليكون بذلك عبرةً لنا، ومن ذلك ما قصَّه الله علينا من نبإ موسى وفرعون بالحق لقومٍ يؤمنون ﴿إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ [القصص: 4]، فهذا فرعون ملك مصر أعطاه الله الملك والقوة فاستبد بذلك وأعجب بنفسه وبملكه وقسَّم الناس إلى قسمين قسمٌ هم جماعته من الأقباط وهؤلاء يغدق عليهم العطاء ويمنحهم الرتب، والقسم الثاني بنو إسرائيل نبي الله عليه السلام. هؤلاء يمتحنهم ويهينهم ويستخدمهم في أخسِّ الحِرَف فيجعلهم خدمًا للقبط، وكان يخاف من أن يثأروا منه في المستقبل فكان يذبح أبناءهم لئلا يكونوا رجالاً في المستقبل يخشى منهم أن ينتقموا منه، ويستحيي نساءهم؛ لأجل الخدمة؛ لأجل أن يستخدموا 


الشرح