صفة الحج
والعمرة
الحمد لله رب العالمين. شرع لعباده عباداتٍ يتقربون بها إليه يثيبهم عليها،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل الحج إلى بيته أحد أركان الإسلام،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من حج واعتمر وطاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى في أمور
دينكم عامةً وفي حجكم وعمرتكم خاصةً. قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ ﴾[البقرة: 196]، ومعنى ﴿وَأَتِمُّواْ﴾أي أدوا مناسك الحج والعمرة
على التمام وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث يقول: «خُذُوا عَنِّي
مَنَاسِكَكُمْ» ([1]) فيجب أداء مناسك الحج والعمرة وفق السنة خاليين من البدع والمحدثات
وسالمين من النقص والخلل.
وقوله تعالى:﴿لِلَّهِۚ﴾ أي خالصين من الشرك الأكبر
والأصغر مؤسسين على التوحيد الخالص والنية الصالحة، بأن يُراد بهما وجه الله لا
يراد بهما رياءٌ ولا سمعةٌ. ولا يراد بهما نزهةٌ أو طمعٌ أو ترويحٌ عن النفس.
أيها المسلمون: إن الحج التام والعمرة التامة يشتملان على أركانٍ وواجباتٍ وسننٍ. فأركان الحج أربعة: الإحرام، والوقوف بعرفة،
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد