الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله
إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه وإخوانه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى:
قال الله تعالى: ﴿فَلَوۡلَآ إِذۡ
جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٤٣ فَلَمَّا نَسُواْ مَا
ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا
فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٥﴾ [الأنعام: 43- 45] هذه سنة الله سبحانه وتعالى أن الله يبتلي عباده فإن
تنبهوا ورجعوا إلى الله عز وجل وتابوا من ذنوبهم فإن الله جل وعلا يتوب عليهم
ويرفع ما بهم وأما إن زاد شرهم وطغيانهم فإن الله سبحانه وتعالى يأخذهم بعقوبةٍ
مستأصلةٍ ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ
ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 45]، ودين الله
باقٍ لكن الناس إذا غيروا غيرهم الله وجاء بقومٍ آخرين ﴿وَإِن
تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ
أَمۡثَٰلَكُم﴾ [محمد: 38]، ﴿مَن يَرۡتَدَّ
مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ
وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ
يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ﴾ [المائدة: 54]، فالدين
منصورٌ وباقٍ بحفظ الله سبحانه وتعالى لكن الناس إذا غيروا غيرهم الله بغيرهم
فعلينا أن نخاف من ذلك أن الله يرفع هذا الدين من أيدينا ويعطيه لغيرنا، ويحل بنا
الدمار والهلاك، فلنتَّق الله سبحانه وتعالى في أنفسنا ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد