في فضل
الإيمان
الحمد لله الغفور الشكور ﴿هُوَ ٱلَّذِي
خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ
بَصِيرٌ﴾ [التغابن: 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير
النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها المسلمون، اعلموا أن الإيمان منةٌ عظيمةٌ يمنُّ الله بها على من يشاء
من عباده كما قال سبحانه: ﴿يَمُنُّونَ
عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ
يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [الحجرات: 17]، ولهذا يقول
أهل الجنة إذا دخلوا الجنة: ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ ٱلَّذِي هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ
هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ﴾ [الأعراف: 43]، إن الإيمان
ليس هو مجرد الدعوى أو الانتساب بدون حقيقةٍ، ولهذا يقول بعض السلف: ليس الإيمان
بالتحلي ولا بالتمني وإنما الإيمان ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال. إن الإيمان
قولٌ واعتقادٌ وعملٌ، قولٌ باللسان واعتقادٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح. لا بد من
اجتماع هذه الأمور الثلاثة حتى يتحقق الإيمان فليس الإيمان بالقول فقط بدون اعتقاد
القلب، فإن هذا إيمان المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، قال
تعالى:﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ
ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا
يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ
فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد