×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 فيما يجب أن يكون عليه المسلم

بعد شهر رمضان ومواسم الخير

الحمد لله مصرف الأيام والشهور. أحمده على نعمه التي لا تحصى، وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتفكروا في سرعة الليالي والأيام، تفكروا في سرعة مرور الليالي والأيام فإنها من أعماركم، وهي خزائن أعمالكم تشهد عليكم بما أودعتموه فيها من خيرٍ أو شرٍّ. فهذه الليالي والأيام خزائنٌ تُفتَح يوم القيامة لأصحابها فالمحسنون يجدون في خزائنهم العزة والكرامة والمُفَرِّطون يجدون في خزائنهم الذلة والندامة.

بالأمس القريب كنا نعيش في شهر رمضان المبارك وما فيه من الخيرات وما فيه من النفحات، أُغلِقَت فيه أبواب النيران وفُتحَت فيه أبواب الجنان، وصُفد فيه الشيطان فكان جوًّا صافيًّا للأعمال الصالحة سهلت فيه الطاعات على النفوس وارتاحت فيه القلوب فتسابق المتسابقون إلى جناتٍ عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين. واليوم ينقضي ويرحل عنا شاهدٌ علينا أو شاهدٌ لنا بما أودعناه فيه عند الله سبحانه وتعالى فأما من وفَّقه الله للطاعة واغتنم هذا الشهر بالعبادة فليحمد الله على ذلك، وليسأل من الله فإنما يتقبل الله من المتقين، كان السلف


الشرح