×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 بمناسبة حلول شهر

رمضان المبارك

الحمد لله ذي الفضل والإحسان. ما زال يوالي علينا مواسم الخير كل أوانٍ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·       أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه حيث أحل عليكم شهر رمضان. الشهر العظيم الذي نوَّه الله بشأنه في محكم كتابه حيث قال سبحانه ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ[البقرة: 185].

عباد الله، إن هذا الشهر شهرٌ عظيمٌ كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر لأصحابه فضائله قبل أن يدخل لينشط هممهم ويوقظ عزائمهم للاهتمام به، والحفاوة به بالأعمال الصالحة واغتنام أوقاته قبل فواتها. فالله سبحانه وتعالى خصَّ هذا الشهر بفضائل عظيمةٍ ومزايا كريمةٍ لا توجد في غيره من الشهور، أعظمها أن الله سبحانه وتعالى خصَّه بإنزال القرآن فيه. فقال:﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ [البقرة: 185] فهذه ميزةٌ عظيمةٌ وهي ابتداء نزول القرآن في هذا الشهر المبارك؛ هذا القرآن الذي جعله الله هدى للناس، وبينات من الهدى والفرقان وبداية نزوله في هذا الشهر مما يدل على فضل هذا الشهر العظيم، وخاصية القرآن به، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن في شهر رمضان، ويتفرغ لذلك من أعماله ويقبل على تلاوة القرآن وعبادة ربه في هذا الشهر، وكان


الشرح