×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم عليكم من هذه النعم العظيمة أنه يفتح لكم أبوابه للتائبين منكم ويجعل لكم مواسم تتكرر عليكم في اليوم والليلة خمس مراتٍ وهم الصلوات الخمس وموسمًا يتكرر في كل أسبوعٍ وهو صلاة الجمعة ومواسم تتكرر ومن ذلك أنه لما انتهى شهر رمضان المبارك أعقبه الله بأشهر الحج إلى بيته العتيق قال تعالى:﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ [البقرة: 197] وأشهر الحج هم شوال وذو القعدة وعشرة أيامٍ من ذي الحجة فمن أحرم بالحج فيها فقد انعقد إحرامه؛ لأنه في وقت الحج وفيها الأشهر الحرم وفيها عشر ذي الحجة، وفيها يوم عرفة وفيها يوم عيد الأضحى الذي هو يوم الحج الأكبر. ففيها فضائلٌ عظيمةٌ. وهكذا ما ينتهي موسمٌ من مواسم الخير إلا ويعقبه موسمٌ آخر منها فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعم الله عليكم وبادروا بالأعمال الصالحة واستغلوا أعماركم بطاعة الله وبالأعمال الصالحة، ولا تضيعوها باللهو والغفلة والإعراض، فإن 


الشرح