×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أنه يجب علينا وجوبًا عينيًّا حتميًّا أن نتعلم هذه السورة سورة الفاتحة وأن نتقن قراءتها وأن نعدل ألسنتنا من اللحن فيها حتى نؤديها أداءً صحيحًا ونقرأها على الوجه الصحيح الذي يرضي ربنا عنا حتى يستجيب الله دعاءنا بقراءة هذه السورة العظيمة في الصلاة. فمن لم يحسن تعلم هذه السورة فإنه يجب عليه قبل كل شيءٍ بعد توحيد الله عز وجل يجب عليه أن يتعلم هذه السورة وما تيسر معها من القرآن ليقرأ ذلك في صلاته؛ لأن قراءة الفاتحة ركنٌ من أركان الصلاة. قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» ([1]). فيتعلمها المسلم تعلُّمًا صحيحًا، ويتعلم معها ما تيسر من كتاب الله عز وجل حتى يقرأ ذلك في صلاته أما من لا يقدر على تعلُّمها؛ لأنه لا يجد من يعلمه أو لا يستطيع أن يأخذ منها شيئًا لعجزه عن ذلك، فإنه لا يترك الصلاة بل يصلي فإن كان معه شيءٌ من القرآن غير الفاتحة فإنه يقرأ منه لقوله تعالى: ﴿فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ [المزمل: 20].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (723)، ومسلم رقم (394).