الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه- وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن هناك مفطراتٍ معنويةٍ لا تبطل الصيام ولكنها تبطل ثوابه، وهي كل ما حرَّم الله سبحانه وتعالى على المسلم في غير وقت الصيام، فإن المحرمات يجب تجنبها دائمًا وفي حالة الصيام يكون تجنبها آكد؛ لأنها تذهب بأجر الصائم فلا يبقى له أجرٌ مع التعب وتحمل العطش والجوع، قال صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ» ([1])، وذلك مثل الكلام المحرم كالغيبة والنميمة وشهادة الزور والقذف والسب والشتم، فإن الكلام المحرم بجميع أنواعه يؤثر على الصيام تأثيرًا بالغًا وقد يذهب بأجره كله فلا يبقى للصائم أجرٌ، فيجب على الصائم أن يمسك لسانه عن الكلام المحرم كما يجب عليه أن يمسك لسانه في سائر عمره، ولكنه في حالة الصيام يتأكد عليه ذلك ليبقى له أجر صيامه، ولا يكون صيامه تعبًا بلا فائدةٍ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ سَابَّهُ أَوْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ» ([2])، وكذلك النظر المحرم، فالنظر المحرم حرامٌ على المسلم في كل وقتٍ قال تعالى:
([1]) أخرجه: أحمد رقم (8856)، وأبو يعلى رقم (6551)، والحاكم رقم (1571).
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد