الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله، احذروا من الشَّواغل عن
ذكر الله عز وجل، الشواغل التي تبعدكم عن ذكر الله عز وجل ومن أعظم الشواغل ما
ابتلي به كثيرٌ من الناس في هذا الزمان من القيل والقال والضحك والممازحات الطويلة
التي تشغل الإنسان عن ذكر الله عز وجل، وأعظم من ذلك، ما ابتلي به كثيرٌ من الناس
من متابعة هذا البث الخبيث في الإنترنت والقنوات الخبيثة التي أخذت على كثيرٍ من
الناس ليلهم ونهارهم وراحتهم، واستغرقت أوقاتهم فغفلتهم عن ذكر الله. الله جل وعلا
يقول: ﴿وَلَا تُطِعۡ مَنۡ
أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا﴾ [الكهف: 28]، إن هؤلاء الذين يبثون هذا البثَّ الخبيث في هذه الوسائل
يريدون صرف المسلمين عن ذكر الله عز وجل، أغفل الله قلوبهم فيريدون أن يغفلوا
المسلمين عن ذكر الله عز وجل، فاحفظوا وقتكم فيما ينفعكم ويفيدكم، اشغلوه بذكر
الله، اذكر الله وأنت على فراشك، اذكر الله وأنت على أكلك وشربك، اذكر الله وأنت
على سيارتك، اذكر الله وأنت في بيعك وشرائك. اذكر الله وأنت في الطريق. اذكر الله
على كل حالٍ ولا تغفل عن ذكر الله عز وجل فتكون من الهالكين.
واعلموا أن خير
الحديث كتاب الله...
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد