الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨ وَلَا
تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ١٩﴾ [الحشر: 18، 19] يوم القيامة سماه الله غدًا والغد هو اليوم الذي يلي
يومك، واليوم الذي بعد يومك وهو قريبٌ، ويقول العرب: إن غدًا لناظره قريبٌ، وسماه
الله اليوم الآخر؛ لأنه هو النهاية ليس بعده يومٌ آخر، فهو اليوم الدائم الباقي
السرمدي الذي يستقر فيه أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار أبد الآباد
فتذكروا هذا اليوم ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، لا يلهينكم
الأمل، لا يلهينكم الانشغال بالملذات والشهوات وجمع الحطام عن هذا اليوم العظيم.
كيف تغفلون عن هذا اليوم ولا بد لكم منه؟! ولا نجاة لكم من أهواله إلا بالأعمال
الصالحة كيف نغفل عن هذا اليوم وهو قريبٌ منا ولا محيد لنا عنه؟! كيف ننساه؟! كيف
لا نتذكره؟! كيف لا نستعد له؟! ولكن الموفق من وفقه الله ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ
بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا
مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ
٨ وَكَذَّبَ
بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠﴾ [الليل: 5- 10]، فكلٌّ
ميسرٌ لما خلق له،
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد