الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واعلموا أن المحروم من حُرِمَ الخير، المحروم من تمرُّ عليه هذه المواسم العظيمة
ولا يُلقي لها بالاً، لا يهتم بالصلوات الخمس، لا يهتم بالجمعة لا يهتم بشهر
رمضان، لا يهتم بالحج، لا يهتم بالأعمال الصالحة تمرُّ عليه وتنتهي ولم يستفد منها
وإنما قلبه معلقٌ بالشهوات البهيمية؛ فهمُّه نيل شهواته وهَمُّه قضاء أوطاره في
غير طائلٍ وفي غير منفعةٍ تكون حياته عليه وبالاً ويكون يوم القيامة من الخاسرين ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ
خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ
ٱلۡمُبِينُ﴾ [الزمر: 15] تمرُّ عليه هذه المواسم كغيرها لا يلتفت إليها أو هو معلقٌ
قلبه بالدنيا يلهث وراءها ويجمعها من حلالٍ وحرامٍ من أي وجهٍ يكدسها ثم يكون
حارسًا بها يرصدها ويخدمها ويسهر ليله ويتعب نهاره فيها وفي متابعتها ثم يموت
ويتركها لغيره ويتحمل أوزارها ﴿خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا
وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11]، نسأل الله العافية، والموفق من وفقه
الله لصالح دينه ودنياه ﴿رَبَّنَآ
ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾[البقرة: 201]، فيأخذ من
الدنيا ما يعينه على طاعة الله وما يغنيه عن الناس، يأخذ من الدنيا ما يعيش به
عيشةً هنيةً يعيش من الحلال ويترك
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد