في صلاة
التراويح
الحمد لله على فضله وإحسانه، جعل شهر رمضان موسمًا للخيرات والبركات،
وميدانًا للمسابقة في الطاعات والقربات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
في ربوبيته، وإلهيته وما له من الأسماء والصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أول
سابقٍ إلى الخيرات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واشكروه على ما منَّ به عليكم من بلوغ شهر رمضان وتمكينكم فيه من الأعمال الصالحة
التي تقربكم منه سبحانه، وتكون رفعةً في درجاتكم.
أيها المسلمون، ومما يُشرَع في هذا الشهر المبارك صلاة التراويح التي هي من
قيام الليل الذي أمر الله به نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ
فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا﴾ [الإسراء: 79]، وقال سبحانه بسم الله الرحيم الرحيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ ١ قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ٢ نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ
مِنۡهُ قَلِيلًا ٣ أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا ٤ إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ
قَوۡلٗا ثَقِيلًا ٥ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا ٦﴾ [المزمل: 1- 6]، ووصف عباده المؤمنين بقيام الليل، فقال سبحانه: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ
عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ
١٦ فَلَا
تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٧﴾ [السجدة: 16، 17]، وقال
سبحانه: ﴿ءَاخِذِينَ
مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦ كَانُواْ
قَلِيلٗا مِّنَ
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد