ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨ وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ١٩﴾ [الذاريات: 16- 19]، وإن صلاة التراويح في شهر رمضان من أعظم قيام الليل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1])، وقال: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2])، وقال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([3]). ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهرٍ، هي في شهر رمضان، فمن قامها إيمانًا واحتسابًا، ومن عبد الله فيها واجتهد فيها بالعبادة، فإنها خيرٌ من ألف شهرٍ يمضيها المسلم في الطاعة، وألف شهرٍ تزيد على الثمانين عامًا، وهذا فضلٌ عظيمٌ يدل على فضل هذا الشهر صيامه وقيامه؛ لأن هذه الليلة لا شكَّ أنها في رمضان، ولكن الله لم يبينها في أي ليلةٍ ولم يحددها لحكمةٍ عظيمةٍ من أجل أن يجتهد المسلم في جميع ليالي الشهر، من أجل أن يقوم المسلم كل ليالي الشهر حتى يكمل أجره فيكون قد أدرك ليلة القدر قطعًا؛ أنها لا تخرج عن ليالي رمضان، فإذا قامها المسلم كلها فقد مرَّت عليه ليلة القدر وقامها ويكون بقية الليالي زيادةً في حسناته ورفعةً في درجاته، وصلاة التراويح سنةٌ مؤكدةٌ من آكد السنن، صَلاَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالٍ ثلاثٍ أو أربعٍ، ثم إنه تأخر فلم يخرج إليهم، وبيَّن لهم أن سبب عدم خروجه إليهم خشية أن تُفرَض عيهم فيعجزوا عنها،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد