×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فتأخره صلى الله عليه وسلم رحمةً بالأمة لبيان أن صلاة التراويح غير فريضةٍ، ولكن تبقى سُنَّةً لأن السنة هي ما يجوز تركه، فترك النبي صلى الله عليه وسلم لها دليلٌ على أنها غير واجبةٍ ولكنه سنها لأصحابه صلى الله عليه وسلم وحثَّهم على قيام الليل ورغَّبهم فيه، وهذا يشمل قيام رمضان من باب أولى لما فيه من الفضل، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يتأخر عن صحابته في صلاة التراويح من أجل النوم في بيته وإنما تأخر وكان يصلي في بيته ويتهجد في الليل، فهي سنةٌ مؤكدةٌ، وعليها عمل المسلمين إلى يومنا هذا، فينبغي للمسلمين أن يحافظوا عليها وأن يداوموا عليها في المساجد؛ لأنها شعيرةٌ ظاهرةٌ في هذا الشهر، فقد كان المسلمون يصلونها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي خلافة أبي بكرٍ وفي أول خلافة عمر رضي الله عنهما، كانوا يصلونها جماعاتٍ متفرقةٍ في المسجد، يصلي الرجل فيصلي بصلاته الرجلان، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فخرج عليهم عمر رضي الله عنه ذات ليلةٍ فرآهم يصلون أوزاعًا متفرقين، جماعاتٍ متعددةٍ، فرأى رضي الله عنه بثاقب رأيه وعظيم اجتهاده أن يجمعهم على إمامٍ واحدٍ بدل أن يكونوا متفرقين إلى جماعاتٍ؛ لأن دين الإسلام يحثُّ على الاجتماع، ويحثُّ على الجماعة فجمعهم رضي الله عنه على إمامٍ واحدٍ كما كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي التي صلاَّها بهم فأعاد رضي الله عنه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحياها؛ لأنه بذلك قد انتهت الفرضية بموت النبي صلى الله عليه وسلم، وبقيت السنة فلم يكن في اجتماعهم على إمامٍ واحدٍ المحذور الذي خاف منه النبي صلى الله عليه وسلم، فهي سنةٌ مؤكدةٌ وهي شعيرةٌ ظاهرةٌ، وهي من خصائص هذا الشهر، ويُسن إقامتها في المساجد بعد صلاة العشاء، ومن أراد أن يتزود من التهجد في آخر الليل فالمجال مفتوحٌ أمامه، ولكن في صلاة 


الشرح