الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن عمه عبد الله بن العباس رضي اللهم تعالى عنهما قال: «وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» ([1]). ثلاثة أمورٍ معلقةٌ بثلاثة أمورٍ: النصر مع الصبر، فلا بد للمسلمين أن يصبروا أفرادًا وجماعاتٍ على أذى عدوهم، ولا يستكينوا، ولا يذلوا، ولا يهونوا أمام عدوهم وعليهم أن يثقوا بالله وبنصر الله عز وجل فإن النصر مع الصبر، الله جل وعلا يقول: ﴿وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [الأنفال: 46]، والثانية: الفرج مع الكرب، كلما اشتد الكرب فإن الفرج قريبٌ، فالمسلم إذا اشتد به الكرب فإنه يتحرَّى الفرج. فإن الله سبحانه وتعالى أخبر أن الفرج قريبٌ والنصر قريبٌ لمن صبر. والثالثة: أن مع العسر يسرًا وهذا مأخوذٌ من قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ٦﴾ [الشرح: 5، 6]، فالله جل وعلا قرن يسرين بالعسر الواحد فضلاً منه وإحسانًا، وهذا مما يعطي المؤمن قوة الإيمان وقوة العقيدة وقوة الثبات، وأنها لا تهزه الأحداث أو تنقص
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد