الخطبة
الثانية
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا
يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ
فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا﴾ [النساء: 65]. أقسم سبحانه
وتعالى بنفسه أن أحدًا لا يؤمن حتى يحكِّم هذا الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع
أموره الخاصة والعامة مع الناس.
الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحكم الذي أمره الله أن يحكم بين الناس بما
أنزل الله عليه، فلا بد من التحاكم إلى الرسول عندما يختلف في أمرٍ من الأمور
الدقيقة أو الجليلة بأمور العقيدة، بأمور العبادة، بأمور المعاملات في الأمور
الخاصة بالإنسان لا بد أن يُحكِّم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبل حكمه
مقتنعًا بذلك، لا يجد في نفسه حرجًا مما قضى به الرسول صلى الله عليه وسلم،
ويسلِّم به تسليمًا كاملاً، هذا هو مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله.
والله سبحانه وتعالى ضمن الهداية لمن أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم، قال
جل وعلا: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ
تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [النور: 54]، وضمن الرحمة
لمن أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ﴿وَأَطِيعُواْ
ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [آل عمران: 132].
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد