×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فضل الذكر

الحمد لله كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة الحق واليقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٤٢ هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا ٤٣ [الأحزاب: 41- 43]. يأمركم الله سبحانه وتعالى أن تذكروه بالطاعات والقربات، أن تذكروه باللسان وبالقلب وبالأعمال ذكرًا كثيرًا تداومون عليه خلاف المنافقين فإنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً، ﴿وَسَبِّحُوهُ أي «نزهوه» سبحانه وتعالى بالتسبيح والذكر بكرةً وأصيلاً في أول النهار وفي آخره كما قال سبحانه ﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ ٧  وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ ١٨ [الروم: 17، 18] ثم أخبر سبحانه وتعالى أنه يجازي الذاكرين له بأنه يصلي عليهم هو والملائكة، يصلي عليهم، أي «يُثنَي عليهم» وتستغفر لهم الملائكة كما في الحديث القدسي أن الله جل وعلا يقول: «مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍَ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍَ خَيْرٍ مِنْهُمْ» ([1]) «يعني الملائكة» ، وذكر الله عز وجل فيه فوائد


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6970)، ومسلم رقم (2675).