×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

عظيمةٌ، منها كطمأنينة القلوب قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ [الرعد: 28]. فذكر الله سبحانه وتعالى فيه خيراتٌ كثيرةٌ، ونعمٌ عظيمةٌ، وصلةٌ بين العبد وبين ربه فإذا نسي العبد ربه ولم يذكره نسيه الله جل وعلا «بمعنى أن يتركه» من الخير ومن الإحسان ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ [الحشر: 19] وقال في المنافقين ﴿نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ [التوبة: 67] ونسيان الله لهم تركه إياهم لأن الله سبحانه لا ينسى النسيان الذي معناه الذهول والغفلة. والذكر أنواعٌ كثيرةٌ، وله أوقاتٌ متعددةٌ تستغرق الليل والنهار وجميع الأحوال. قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ [العنكبوت: 45]، فالصلاة تشتمل على فائدتين عظيمتين الفائدة الأولى: أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، لأنها تربيه على الخير وتبعده عن الشر فمن داوم على الصلاة فإنه يحصل على هذه الميزة العظيمة، ولهذا تجدون المصلين المحافظين على الصلاة أبعد الناس عن المخالفات وأقربهم إلى الطاعات، والفائدة الثانية: وهي أعظم ذكر الله؛ ولهذا قال: ﴿وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ [العنكبوت: 45] فالصلاة فيها ذكر الله جل وعلا، وذكر الله أكبر من النهي عن الفحشاء والمنكر؛ لأن الصلاة كلها ذكرٌ لله بما تشتمل عليه من التكبير ولما تشتمل عليه من التسبيح، ولما تشتمل عليه من تلاوة القرآن، ولما تشتمل عليه من الركوع والسجود بين يدي الله سبحانه وتعالى، فكلها ذكرٌ لله عز وجل بالقول وبالفعل. ثم إنه سبحانه وتعالى أمر بذكره بعد الصلاة، أو أن تتبع الصلاة بالذكر قال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِكُمْ [النساء: 103] قال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ 


الشرح