×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [الجمعة: 10]، وقد جاء بيان الذكر الذي بعد الصلاة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سلَّم من الصلاة يستغفر الله ثلاثًا بعد السلام مباشرةً وهو متوجهٌ إلى القبلة ثم يقول اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم ينصرف إلى أصحابه بوجهه الكريم ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وشرع لنا أن نسبح الله ثلاثًا وثلاثين ونحمد الله ثلاثًا وثلاثين، ونكبر الله ثلاثًا وثلاثين ثم نقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير.

وقد جَاءَ فُقَرَاءُ الصَّحَابَة إِلَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم نادمين متحسرين قالوا: يا رسول الله سبق أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُْجُورِ. قال: «وَمَا ذَاكَ؟» قالوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ من فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ وَلاَ نَتَصَدَّقُ. فقال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وسبقتم من بعدكم ولا يكون أحدٌ مثلكم إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْل مَا عَمِلْتُمْ، تُسَبِّحُونَ اللهَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدُونَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتُكَبِّرُونَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَتَقُولُونَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، فسمع الأغنياء، بمقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فصاروا يقولون مثل ما يقول الفقراء، فجاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله


الشرح