سمع إخواننا ما نقول فصاروا يقولون مثلنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» ([1]). وكذلك بعدما يأتي بهذا الذكر يقرأ آية الكرسي ويقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين وإذا كان بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب فإنه يكرر سورة الإخلاص والمعوذتين، كل سورةٍ يكررها ثلاث مراتٍ، وإن كان بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب فإنه يأتي بالتهليلات العشر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، يكررها عشر مراتٍ بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب، وكذلك يُشرَع الذكر عند دخول المنزل وعند الخروج منه، وعند دخول المسجد، وعند الخروج منه، وعند الركوب، وعند دخول السوق. ويُشرَع الذكر عند النوم، وعند الاستيقاظ وعند الانتباه في أثناء الليل كلما انتبه يذكر الله سبحانه وتعالى، ويُشرَع الذكر عند الأكل وعند الشرب، ويُشرَع الذكر فيما عدا هذه الأحوال في كل الأوقات المناسبة، كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، وقال الصحابة كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرةٍ أستغفر الله وأتوب إليه، فينبغي للمسلم ألا يغفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى فإن ذكر الله حرزٌ من الشيطان، فإذا غفل المسلم عن ذكر الله تسلط عليه الشيطان، وإذا ذكر الله ابتعد عنه الشيطان، ولهذا سمى الله الشيطان الوسواس الخناس. وسواسٌ عند الغفلة عن ذكر الله وخنَّاسٌ عند ذكر الله، يعني يخنس ويبتعد عن المسلم إذا ذكر الله عز وجل. يوسوس عند الغفلة عن الذكر. وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا عليهما السلام قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله فإن مثل ذلك كمثل من خرج العدو في طلبه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (807)، ومسلم رقم (595).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد