×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 فأوى إلى حصنٍ حصينٍ فمنعه منهم. كذلك المسلم إذا ذكر الله عز وجل فإنه يتحصن به من أعدائه ومن الشياطين. فيجب على المسلم ألا يغفل عن ذكر الله، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:﴿وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ [الأعراف: 205] فكهذا ينبغي للمسلم أن يداوم على ذكر الله عز وجل وأن يستمر معه، وإذا كنت لا تعرف الأذكار الواردة فإنها مكتوبةٌ ومدونةٌ في كتبٍ مختصرةٍ ومطولةٍ فعليك أن تراجعها وتذكر الله منها، منها كتاب «الوابل الصيب» لابن القيم، ومنها كتاب «الكلم الطيب» لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومنها كتاب «الأذكار» للإمام الحافظ النووي، وكلها ميسورةٌ ولله الحمد، ومنها رسالةٌ مختصرةٌ لشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وهي مطبوعةٌ وميسرةٌ وبإمكان الإنسان أن يصطحبها معه ويذكر الله منها، فالمسلم إذا اهتم بهذا الأمر يسَّره الله له، وإذا غفل عنه فإنه يموت قلبه وينساه ربه ويكون من الغافلين، فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من ذكر الله على جميع أحوالكم في الصباح والمساء، وفي جميع الأحوال، من ليلٍ أو نهارٍ لا تغفل عن ذكر الله، والذكر -ولله الحمد- من بين سائر العبادات ميسرٌ وسهلٌ لا يحتاج منك إلى تعبٍ لأنه باللسان واللسان لا يتعب، بخلاف الصلاة فإنها تتعِب البدن، وبخلاف الصوم والجهاد هذه تتعب البدن وفيها مشقةٌ لكن الذكر ليس فيه مشقةٌ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ عز وجل » ([1]). ولكن الشأن في الرغبة والمحبة لذكر الله عز وجل، فإذا أحبه الإنسان تلذذ به وصحبه دائمًا أما إذا غفل عنه فإنه يكون ثقيلاً عليه؛ ولهذا يقال:


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3375)، وأحمد رقم (17680)، والحاكم رقم (1822).