×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه- وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى كثيرٌ من المسلمين يستعظم قتل المسلم، ويستعظم السرقة، ويستعظم أخذ مال المسلم بغير حقٍّ وهذا صحيحٌ ولكن لا يستعظم الوقوع في عرضه، والولوغ في غيبته بل لا تطيب مجالس كثيرٍ من الناس إلا بالغيبة والنميمة بل لا تسمح نفوس أكثر الناس إلا بالشتم والسباب والتعدي على الناس بالكلام الفاحش البذيء، والنبي صلى الله عليه وسلم كما سمعتم سوَّى بين الأمور الثلاثة بين الدم والمال والعرض، فلماذا نفرِّق بين ما جمع الله سبحانه وتعالى ؟! لماذا نستبيح الأعراض ونقع فيها ونتهاون في شأنها وهي مثل الدم ومثل المال لها قيمتها ولها حرمتها! فليتق الله أناسٌ اتخذوا الغيبة والنميمة والسخرية بالمسلمين! اتخذوها فاكهةً يتفكهون فيها، وهؤلاء يكملون أنفسهم بتنقص الآخرين يرون العيب في غيرهم ولا يرون العيوب الكثيرة فيهم، نسأل الله العافية، ثم اعلموا عباد الله، أن أعراض الأموات أشد تحريمًا من أعراض الأحياء. قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا الأَْمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا» ([1]). فيجب علينا احترام المسلمين أحياءً وأمواتًا، فلنتعاون


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1329).