الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى فقد وصاكم بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١﴾ [الأحزاب: 70، 71]، فالكلام الطيب له آثارٌ حميدةٌ وثمراتٌ عظيمةٌ في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾ [البقرة: 83] قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» ([1]). فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أن اللسان إذا استعمله صاحبه في طاعة الله وفي الكلام الطيب أثمر خيرًا كثيرًا، فاستعمله بذكر الله عز وجل، فإن ذكر الله عز وجل يكون لك غرسًا في الجنة قال صلى الله عليه وسلم عن الجنة: «وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَغِرَاسُهَا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([2]). وقال صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ» ([3]). فاستعملوا ألسنتكم بذكر الله قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6174)، ومسلم رقم (1016).
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد