لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ» ([1]). عوِّد لسانك ذكر الله بدل أن تعوده الكلام السيئ من الغيبة والنميمة وغير
ذلك عوِّده على القول الحسن، عوِّده على ذكر الله سبحانه وتعالى حتى يتعود، عظم
الكلام فلا تتكلم إلا بما فيه فائدة كما أوصاك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»
([2]). ورجلٌ تكلم بخيرٍ فغنم أو سكت عن شرٍّ فسلم، فاتقوا الله وحافظوا على
ألسنتكم وأكثروا من الاستغفار أكثروا من ذكر الله عز وجل، أكثروا من تلاوة القرآن،
أكثروا من الدعاء لكم وللمسلمين بدل أن تستعملوا ألسنتكم في أعراض الناس وفي
الكلام السيئ.
من آفات اللسان قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، أو قذف المؤمنين بالزنى أو
باللواط. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ
ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ
وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥﴾ [النور: 4، 5]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ
ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَلَهُمۡ
عَذَابٌ عَظِيمٞ ٢٣ يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ
وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢٤ يَوۡمَئِذٖ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلۡحَقَّ
وَيَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ ٱلۡمُبِينُ ٢٥﴾ [النور: 23- 25].
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب
الله،
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
***
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3375)، وأحمد رقم (17680)، والحاكم رقم (1822).
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد