الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه- وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
وأصلحوا ما فسد من أحوالكم بالتوبة إلى الله، والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى،
واعلموا أنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ، ولا رفع إلا بتوبةٍ ولولا حلم الله سبحانه
وتعالى وعفوه لرأيتم ما يبهر العقول، ورأيتم من العقاب ما لا طاقة لكم به ولكن
الله سبحانه وتعالى يمهلكم من أجل أن تتوبوا، وترجعوا إليه فإذا لم تتوبوا ولم
ترجعوا إليه فإنه يستدرجكم بالنِّعم كما استدرج الذين من قبلكم، ثم يأخذكم على
غرةٍ ﴿فَلَمَّا نَسُواْ
مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا
فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ
رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٥﴾ [الأنعام: 44، 45] فاتقوا الله عباد الله، وتوبوا
إلى ربكم وخذوا على أيدي سفهائكم وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر لئلا يحل بكم
ما حلَّ بمجاوريكم من الأمم الأخرى، وما حلَّ بسابقيكم من الأمم الماضية فإن الله
سبحانه وتعالى كما أنه غفورٌ رحيمٌ، فإنه شديد العقاب. ﴿غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ﴾ [غافر: 3] فلا تنسوا أنه
سبحانه وتعالى شديد العقاب. ﴿وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ
إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ﴾ [هود: 102]، نسأل الله العافية ﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ ثُمَّ
أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [الحج: 48].
ثم اعلموا رحمكم
الله أن خير الحديث كتاب الله...
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد