الحج في
الإسلام
الحمد لله ذي الفضل والإنعام جعل الحج إلى بيته أحد أركان الإسلام وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته العظام وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من حج واعتمر وسعى بين الصفا والمروة وطاف بالبيت
الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واشكروه على نعمته العظيمة في جعله هذا البيت بين المسلمين في أقطار الأرض يأتون
إليه من كل جهةٍ ﴿مِن كُلِّ فَجٍّ
عَمِيقٖ﴾ [الحج: 27] فهذا من أكبر نعم الله على هذه الأمة الإسلامية قال الله
سبحانه وتعالى ﴿وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ
مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنٗا﴾ [البقرة: 125]، وقال سبحانه: ﴿أَوَ لَمۡ
يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنٗا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنۡ
حَوۡلِهِمۡۚ﴾ [العنكبوت: 67] قال سبحانه: ﴿أَوَ لَمۡ
نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنٗا يُجۡبَىٰٓ إِلَيۡهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَيۡءٖ
رِّزۡقٗا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [القصص: 57]، وهذه بركات
دعوة الخليل إبراهيم حينما دعا ربه فقال﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ
هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ﴾ [البقرة: 126]، فاختار الله
هذا البيت وأمر خليله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام أن يبنياه قال تعالى: ﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا
لِإِبۡرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلۡبَيۡتِ﴾ [الحج: 26]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ
أَوَّلَ بَيۡتٖ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكٗا وَهُدٗى
لِّلۡعَٰلَمِينَ ٩٦ فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ
إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ
مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ
٩٧﴾ [آل عمران: 96، 97] إن الله سبحانه وتعالى أخبر أن هذا البيت
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد