هو أول بيوت الله في الأرض التي هي المساجد، فالمساجد بيوت الله كما قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ﴾ [النور: 36]، وقال تعالى﴿وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125] فأول البيوت أي أول المساجد في الأرض هو المسجد الحرام وهو أفضل المساجد على الإطلاق ثم بعده مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفضيلة ثم بعده في الفضيلة المسجد الأقصى قال صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ» ([1]). هذه هي المساجد التي يُسافَر للصلاة فيها طلبًا لهذا الثواب العظيم قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ» يعني لا يسافر لأجل العبادة «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الأَْقْصَى» ([2]) فهي المساجد التي بناها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهي مساجدهم، فالمسجد الحرام بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، والمسجد الأقصى بناه إسحاق بن إبراهيم وقيل بناه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ومسجد المدينة بناه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، هذه هي المساجد التي تُقصَد من أقطار الأرض لأجل الصلاة فيها، ولأجل ما فضَّلها الله به على سائر المساجد، أما الحج والعمرة فإنهما خاصان بالمسجد الحرام. قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: 97] فالحج والعمرة إنما يكونان إلى المسجد الحرام، والحج والعمرة فريضتان على المسلمين على من استطاع منهم مرةً واحدةً في
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1133)، ومسلم رقم (1394).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد