×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله وأطيعوه، واعلموا أن هناك مفطرات تبطل ثواب الصائم، أو تنقص ثوابه ولكنه لا يؤمر بالقضاء وهي ما تسمى بالمفطرات المعنوية وهي جميع المعاصي فجميع المعاصي والسيئات تؤثر على صيام الصائم، إما بألا يبقى له أجرٌ عند الله أو يبقى له أجرٌ ناقصٌ بسبب هذه المعاصي لأن الله حرَّم المعاصي على المسلم دائمًا وأبدًا في كل حياته، ولكنها في الصوم أشد تحريمًا لأنها تؤثر على صيامه وذلك يتلخص في اللسان وفي النظر وفي السمع فيصون الصائم لسانه عن الشتم والسباب وقول الزور وشهادة الزور والغيبة والنميمة؛ لأنها تجرح صيامه وهي آفاتٌ تخرِّب الصيام فعلى المسلم أن يحفظ لسانه عن كل كلامٍ مُحرَّمٍ حتى لو أن أحدًا سابَّه أو شاتمه أو قاتله فإنه يمسك ولا يرد عليه بالمثل. قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» ([1]) وكذلك النظر الحرام قال الله جل وعلا: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠  وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151).