×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه لا بد مع الخوف من عقاب الله من الرجاء لثوابه سبحانه فالمؤمن يجمع بين الخوف والرجاء فلا يخاف خوفًا يقنطه من رحمة الله ﴿لَا يَاْيۡ‍َٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ [يوسف: 87] ﴿وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ [الحجر: 56] ولا يرجو رجاءً يحمله على عدم مخافة الله عز وجل قال سبحانه وتعالى ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [الأعراف: 99] فالمؤمن يكون بين الخوف والرجاء كما قال سبحانه وتعالى عن أنبيائه ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ [الأنبياء: 90] قال سبحانه وتعالى ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا [الإسراء: 57]، فلا يخاف خوفًا يقنطه من رحمة الله ولا يرجو رجاءً يؤمنه من مكر الله بل يكون دائمًا بين الخوف والرجاء؛ لأن الخوف يحمله على خشية الله سبحانه وتعالى وترك المعاصي، والرجاء يحمله على فعل الطاعات وطلب الجنات، فهذا شأن المؤمن يجمع بين الخوف والرجاء ويعمل الصالحات، ويتجنب المعاصي والسيئات هذا شأن المرسلين وأتباعهم من المؤمنين. ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله...

***


الشرح