×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في المحافظة على الصلوات

الحمد لله رب العالمين، جعل الصلاة كتابًا موقوتًا على المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله جعلت قرة عينه في الصلاة صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها المسلمون، اتقوا الله سبحانه وتعالى في أمور دينكم عامةً، وفي صلاتكم خاصةً فإن الصلاة هي أول ما يُحاسَب عنه العبد يوم القيامة من أعماله فإن قُبِلَت قُبِلَت سائر أعماله، وإن رُدَّت رُدّت سائر أعماله ومما يدل على عظمة الصلاة أن الله سبحانه وتعالى جعلها هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين ومما يدل على مكانتها عند الله أن الله افترضها على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من فوق سبع سماواتٍ بدون واسطةٍ بينه وبين الله، وكانت سائر الشرائع تنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في الأرض بواسطة جبريل. فقد فُرضَت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وصلاها في مكة وأما بقية شرائع الدين فإنما فُرضَت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة مما يدل على أهمية هذه الصلاة عند الله سبحانه وتعالى، وقد فرضها أول ما فرضها على الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين صلاةً في اليوم والليلة فأشار موسى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يراجع ربه في أن يخفف عن أمته فمازال صلى الله عليه وسلم يراجع ربه حتى صارت خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، ولكنها تعادل خمسين صلاة؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها قال الله جل وعلا: 


الشرح