«أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي» ([1]). فاستقرت هذه الصلاة خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، وهي فرض عينٍ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ، فمن تركها جاحدًا فإنه كافرٌ بإجماع المسلمين يجب استتابته فإن تاب وإلا فإنه يُقتَل مرتدًّا، وكذلك من تركها متكاسلاً مع إقراره بوجوبها فإنه يكفر الكفر الأكبر ويرتد عن دين الإسلام على القول الصحيح من قول العلماء بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ أو الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([2])، وروى أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([3]) والله جل وعلا أخبر أن أهل النار إذا سئلوا يوم القيامة ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣ وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ ٤٤ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ ٤٥ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤٦ حَتَّىٰٓ أَتَىٰنَا ٱلۡيَقِينُ ٤٧ فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ ٤٨﴾ [المدثر: 42- 48]، فذكروا السبب الأول الذي أوردهم سقر وهو ترك الصلاة وأخبر أنهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين، فدلَّ على كفر تارك الصلاة لأن المسلم تنفعه شفاعة الشافعين بإذن الله عز وجل أما الكافر فإنه لا تُقبَل فيه الشفاعة ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18]، والله جل وعلا أمر بإقامة الصلاة والإقامة تعني إقامتها بالظاهر وإقامتها بالباطن، أما إقامتها في الظاهر فهو الإتيان بها قائمةً على شروطها وأركانها وواجباتها وسننها بجميع أحكامها مع الاستطاعة، وأما إقامتها في الباطن فهي الخشوع والإقبال على الله سبحانه وتعالى في أثناء أداء الصلاة
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3035).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد