×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فيؤدي الصلاة وهو خاشعٌ بين يدي ربه مقبلٌ عليه قال الله جل وعلا ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ [المؤمنون: 1، 2]، قال سبحانه: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥  ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤٦ [البقرة: 45، 46]، والخشوع هو سكون الجوارح عن الحركة، وسكون القلب وإقباله على الله سبحانه وتعالى، ولما كان رجلٌ يكثر الحركة في صلاته قال النبي صلى الله عليه وسلم أو قال الذي رآه من الصحابة: «لَوْ خَشَعَ قَلْبُ هَذَا لَسَكَنَتْ جَوَارِحُهُ» ([1]) فعلامة خشوع القلب سكون الجوارح وكثرة الحركة في الصلاة تدل على عدم خشوع القلب، فلا بد من إقامة الصلاة ظاهرًا وباطنًا، حتى تكون صلاة مقبولة عند الله سبحانه وتعالى، وأما أركانها فأعظمها الطمأنينة فيها، بحيث يؤديها على تؤدةٍ وسكينةٍ ولا ينقرها نقرًا ويسرع فيها، فقد جاء رجلٌ والنبي صلى الله عليه وسلم جالسٌ في المسجد فصلى ثم جاء وسلَّم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال له:

صَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فرجع وصلى ثم جاء وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردَّ عليه السلام وقال له: صَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فرجع الرجل وصلى ثم جاء وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردَّ عليه السلام، وقال له: صَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فقال: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبيًّا، لاَ أُحْسِنُ غَيْرَ هَذا فَعَلِّمْنِي، فقال له صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ اجلس حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا» ([2]). فدل على أن الذي


الشرح

([1])  أخرجه: المروزي في « تعظيم قدر الصلاة » رقم (150) من كلام حذيفة بن اليمان رضي الله عنه .

([2])  أخرجه: البخاري رقم (724)، ومسلم رقم (397).