في التحذير
من عقوبات
المعاصي
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وإليه المرجع والمآب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير من تاب إلى
ربه وأناب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه من كلِّ صالحٍ أوابٍ، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واحذروا من الذنوب والمعاصي، فإن عقوبتها أليمةٌ وعاقبتها وخيمةٌ، إن الذنوب
والمعاصي تؤثر في القلوب، وتؤثر في الأبدان وتؤثر في البلدان، أما تأثيرها في
القلوب فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [الصف: 5]، وقال سبحانه وتعالى:﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [المطففين: 14]، إن الذنوب
تؤثر في القلوب بالزيغ، وتؤثر في القلوب بأن تعميها عن الحق وتؤثر في القلوب بأنها
لا تقبل الهدى، وذلك أن الله سبحانه وتعالى يطمس على قلب العاصي فلا يأنف من
الذنوب والمعاصي، وينفر من الطاعات وذلك بسبب أنه لم يتجنب ما حرَّم الله، فإن
الله سبحانه وتعالى إذا رأى من عبده إعراضًا عن طاعته، وإقبالاً على معصيته فإنه
يستدرجه ويعمي قلبه، فلا يأنف من المعاصي ولا يألف الطاعات فيصبح قلبه قاسيًّا
فاسدًا مطموسًا قد أثرت فيه الذنوب والمعاصي، كما جاء في الحديث: إن المؤمن إذا
أذنب نُكِتَ في قلبه نُكتَةٌ سوداءٌ، فإن تاب إلى الله صُقِلَت هذه النكتة وإن لم
يتب إلى الله فإن هذه النكتة السوداء تزيد وتزيد حتى تغطي القلب وتعميه، ولا حول
ولا قوة إلا بالله، وكذلك الذنوب والمعاصي تؤثر في الأبدان
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد