×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قيوم السماوات والأرضين وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أنكم في هذه الدنيا في دار ابتلاءٍ وامتحانٍ، وأن عدوكم الكافر يغزوكم بكل سلاحٍ، يغزوكم بسلاح القوة والمخترعات والمدمرات بالقتل والتشريد والتخريب ويغزوكم بسلاح الشهوات ويغزوكم بسلاح الفضائيات التي ملأت أجواء المسلمين اليوم، وتسللت إلى بيوتهم تحمل لهم الشرور تحمل الإلحاد والكفر وتحمل الإباحية بجميع معانيها، وتحمل العهر والفساد، وتحمل كل مكروهٍ وكل مكرٍ وكل خديعةٍ للمسلمين، فعلى المسلمين أن ينتبهوا لجهاد أعدائهم يجاهدونهم بالحجة والبيان ويجاهدونهم بالسيف والسنان، حتى يرد الله كيدهم في نحورهم ويكفي المسلمين شرورهم واعلموا عباد الله، أن الإنسان لا يستطيع الجهاد في هذه الجهات المفتوحة أمامه إلا إذا أمده الله بمددٍ من عنده، والله سبحانه وتعالى أمدنا بمددٍ عظيمٍ إذا تمسكنا به انتصرنا أمدنا بكتابه الكريم وأمدنا ببعثة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنته، وبيَّن لنا طريق النجاح والفلاح، وحذرنا من طريق الهلاك، الله سبحانه وتعالى أمدنا بالقوة، وأمدنا بالإيمان والإسلام الذي لا يوجد عند الكفار ولا يوجد عند جميع أهل الأرض هذه القوة العظيمة لا توجد عند الكفرة والملاحدة وهي قوة الإيمان الذي به تُهزَم الجموع هذه القوة عند المسلمين خاصةً إذا هم استعملوها، وجاهدوا بها،


الشرح