وكذلك الاستعانة بالله عز وجل فإنه لا حول ولا قوة للإنسان إلا بالله عز
وجل، وكذلك الصبر والاحتساب فإن الذي لا صبر له لا يبقى على الجهاد ولا يقوى على
الاستمرار في الجهاد بل ينهزم عند أول كتيبةٍ من كتائب الأعداء إنما يثبت أهل
الصبر كما قال موسى لبني إسرائيل أمام عدوهم فرعون ﴿ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ
يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف: 128] وكذلك
الإكثار من ذكر الله عز وجل فإن ذكر الله يحيي القلب ويزكي النفس ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ
ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، وكذلك ذكر الله يطرد الشيطان فإن الشيطان وسواسٌ خنَّاسٌ إذا
غفل الإنسان عن ذكر الله وسوس له ودنا منه، وإذا ذكر الله انخنس عنه وابتعد، والله
سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٤٥ وَأَطِيعُواْ
ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ
وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ
٤٦ وَلَا
تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرٗا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ
بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ ٤٧﴾ [الأنفال: 45- 47]، إننا في
معترك الجهاد في هذه الحياة، لا يظن أحدٌ أن الجهاد مقصورٌ على حمل السلاح والوقوف
في وجه العدو، نعم هذا جهادٌ ولكن الجهاد أكثر من ذلك فالمسلم دائمًا في جهادٍ مع
أعدادٍ كثيرةٍ قريبةٍ وبعيدةٍ، فعليه أن يستشعر دائمًا وأبدًا أنه محاطٌ بالأعداء
وأنه بحاجةٍ إلى حمل السلاح المعنوي، وهو الإيمان بالله عز وجل وتقوى الله،
والسلاح الحسي وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ
وَعَدُوَّكُمۡ﴾ [الأنفال: 60].
فاتقوا الله عباد
الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله..
***
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد