في الحث على
الاعتبار بمرور
الليالي والأيام
الحمد لله مصرِّف الشهور والأيام، ومقلب الليالي والأيام. أحمده على جزيل الفضل
والإنعام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه
وصفاته العظام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أرسله إلى سائر الأنام صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه البررة الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعتبروا
بمرور الليالي والأيام فإنكم في هذه الأيام تودعون عامًا قد انقضى وانطوى على ما
أودعتموه فيه من الأعمال، وتستقدمون عامًا جديدًا لا تعلمون ماذا يحصل لكم فيه،
فاتقوا الله واستغفروه عما مضى واسألوه الثبات على طاعته فيما يُستقبَل من حياتكم ﴿وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ
جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 31].
أيها المسلمون، إن في مرور الليالي
والأيام عبرةٌ لأولي الأبصار كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ [النور: 44]، فالإنسان في هذه الدنيا بين ماضٍ لا يستطيع رجوعه وبين
مستقبلٍ لا يدري ما الله صانعٌ فيه. فما لكم من أيامكم إلا ما أنتم فيه من حاضركم،
فأحسنوا أعمالكم وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، فهذه الشهور تتكون من الأيام،
والأعوام تتكون من هذه الشهور، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ
مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ
فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد