×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

في فضل الجهاد وبيان أنواعه

الحمد لله على فضله وإحسانه، أمر بالجهاد ووعد المجاهدين أجرًا عظيمًا. أحمده وأشكره على نعمه العظيمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة الحق واليقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَجَٰهِدُواْ فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦ [الحج: 78]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ [العنكبوت: 6] وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ [العنكبوت: 69]، والجهاد معناه بذل الجهد في طاعة الله سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته ومنه جهاد الكفار بالسلاح، وهو أفضل الأعمال كما قال صلى الله عليه وسلم: «رَأْسُ الأَْمْرِ الإِْسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَاد» ([1])، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٩٥ دَرَجَٰتٖ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا ٩٦ [النساء: 95، 96] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ» ([2]) وقال صلى الله عليه وسلم: «غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (22016)، والطيالسي رقم (560)، وعبد بن حميد رقم (112).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2637).