اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا» ([1]). والآيات والأحاديث في فضل الجهاد والحث عليه كثيرةٌ شهيرةٌ.
عباد الله، الإنسان في هذه الحياة هو دائمًا في جهادٍ منذ أن بلغ سن التكليف وإلى أن يتوفاه الله وهو في جهادٍ، والجهاد أنواعٌ كثيرةٌ، لا كما يظنه الناس أو بعض الناس أنه مقصورٌ على قتال الكفار فقط بل الجهاد أنواعٌ كثيرةٌ، يكون الجهاد بالقلب، ويكون باللسان ويكون باليد ويكون بالمال. والأشياء التي يجب المجاهدة فيها كثيرةٌ: جهاد النفس، وجهاد الأهل، وجهاد الشيطان، وجهاد العصاة، وجهاد المنافقين، وجهاد الكفار هذه أنواع الجهاد ويدخل تحت كل نوعٍ أنواعٌ كثيرةٌ، فجهاد النفس أن يجاهد المسلم نفسه على طاعة الله فيلزم نفسه بطاعة الله ويبعدها عما حرَّم الله ويأخذ بزمامها عن الكسل وعن الخمول، فإن النفس دائمًا تميل إلى الراحة وتميل إلى الكسل فصاحبها يجاهدها ويروّضها على طاعة الله، والنفس لا تريد الصلاة وبالذات الصلاة في المسجد والصلاة وقت النوم، صلاة العشاء، وصلاة الفجر وصلاة الليل والصلاة وقت أعمال الدنيا وطلب الدنيا أو وقت اللهو واللعب فيحتاج إلى أن يلزم نفسه بالمحافظة على الصلاة، ويجاهدها في الله عز وجل، النفس لا تريد بذل المال تبخل له وتشح به فيجب على المسلم ألا يطاوع نفسه في بخلها وشحها وإمساكها، بل ينفق من ماله ومما أتاه الله ينفق في سبيل الله ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]، النفس لا تريد صلة الأرحام، وقد يكون في النفس شيءٌ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2639)، ومسلم رقم (1880).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد