الخطبة
الثانية
الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغي لكرم وجهه
وعز جلاله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه
ونعوت كماله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى جميع صحبه وآله وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، إنكم قضيتم عامًا من
أعماركم هو العام الهجري المنصرم وتستقبلون عامًا جديدًا فتذكروا أحوالكم في العام
الذي مضى واستعدوا للعام الذي سيقدم عليكم. تذكروا ما دار في هذا العام من العبر
والعظات والمذكرات، تذكروا كم مات فيه ممن تعرفون تذكروا كم قدمتم فيه من الأعمال
الصالحة من صلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ وحجٍ وطاعاتٍ، تذكروا كم قدمتم فيه من السيئات
والخطايا والذنوب فاشكروا الله على ما قدمتم من الخير وتزودوا منه وواصلوا العمل
الصالح؛ فإن الأجل قريبٌ، واستغفروا الله مما حصل منكم من الذنوب والسيئات
والخطايا، إن هذا العام الذي انتهى هو العام الهجري المبني على الشهور القمرية
التي يعرفها العرب والتي علَّق الله جل وعلا بها العبادات فقال:﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ
ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ ﴾ [البقرة: 189].
فاتقوا الله وحاسبوا أنفسكم ماذا طويتم عليه صفحة العام الماضي من خيرٍ أو
شرٍّ؟ واستعدوا للعام المستقبل الذي لا تدرون هل تدركونه أو لا تدركونه؟ ولا تدرون
ماذا قُدِّر عليكم فيه؟ ولكن اسألوا الله عز وجل أن يتقبَّل حسناكم وأن يتجاوز عن
سيئاتكم، وأن يوفقكم لمستقبل
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد