×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين. من استعان به أعانه، ومن توكل عليه كفاه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن هذه الفتن التي أخبرنا الله عنها وحذرنا منها وأخبرنا عنها وحذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم لها دعاةٌ من شياطين الإنس والجن يروجونها، ويبثونها بين الناس في وسائل الإعلام المختلفة من صحافةٍ وإذاعاتٍ وقنواتٍ فضائيةٍ، قد وصفهم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم دعاةٌ على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها قيل صفهم لنا يا رسول الله، قال: «هُم قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ([1])، الله تعالى قد أخبرنا أن الشيطان ﴿يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ [فاطر: 6]، وقال عن الكفار: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ[البقرة: 221]، وقد يظهر دعاة الفتنة بمظهر العلماء، ويحللون للناس ما حرَّم الله، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان يكذب الرجل الكذبة فتبلغ المشارق والمغارب، وما ذاك -والله أعلم- إلا بواسطة وسائل الإعلام الحديثة، وقال: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» ([2]). واعلموا أنه لا ينجي من


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (1847).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4252)، والترمذي رقم (2229)، وأحمد رقم (22393).