×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، إن قدر الصلاة عند كثيرٍ من الناس اليوم قد انحطَّ وضاع إلا من رحم الله، فأصبحت الصلاة عندهم من أتفه الأشياء لا يهتمون بها ولا يراعونها ولا يقدرون لها قيمةً، ويقولون الدين ليس بالصلاة وهكذا يقولون، مع أن الله جعل الصلاة هي عمود الدين، وهؤلاء يقولون ليس الدين بالصلاة، الدين المعاملة كما يقولون، الإيمان في القلب وهكذا مما يمليه عليهم شياطين الإنس والجن من الأقوال الباطلة.

الذي لا يصلي ليس له حظٌّ في الإسلام وليس له حظٌّ من الدين وهو خارجٌ من الملة كما صحَّت بذلك الأدلة من الكتاب والسنة، فبعض الناس لا يصلي أبدًا ويقول: أنه مسلمٌ ويتزوج من بنات المسلمين، ويرث من المسلمين، ويدفن مع المسلمين في المقابر، وهو من الكفار ليس له حظٌّ من الإسلام، ولكن لما كثر الجهل والغفلة صار المصلي والمولي سواء عند الناس، والله جل وعلا يقول: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ٣١ وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ ٣٣ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ ٣٤ ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰٓ ٣٥ أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى ٣٦ [القيامة: 31- 36]، بعض الناس يصلي ولكن على حسب هواه، فلا يصلي في الوقت وإنما يصلي متى


الشرح