×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 ما فرغ من أشغاله أو متى ما فرغ من نومه أو متى ما انتهت مجالسه مع الفضائيات ومع الإنترنت أو مع جلساء السوء أو مع اللعب بالورق والنرد والشطرنج، فيضيع أوقاته في اللعب والغفلة والكسل والنوم ثم يصلي متى أراد وهذا لا صلاة له؛ لأنه لم يصلي في الوقت ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103] قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا» ([1]) وسمعتم قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ [مريم: 59]، وقوله تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥ [الماعون: 4، 5]، وإضاعة الصلاة والسهو عنها ليس معناه تركها بالكلية، وإنما معناه إضاعة وقتها، ومعناه إضاعة وقت الصلاة فيخرجها عن وقتها من غير عذرٍ شرعيٍّ، فهذا لا تصح صلاته؛ لأنه لم يصلِّ كما أمره الله، وبعض الناس يصلي في الوقت لكنه لا يصلي الجماعة وصلاة الجماعة واجبةٌ على الأعيان على كل مسلمٍ ليس له عذرٌ يمنعه من خوفٍ أو مرضٍ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ وَلَمْ يُجِبْ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ». قيل: للراوي وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ، أَوْ مَرَضٌ» ([2]). فهو بجانب المسجد وجارٌ للمسجد، ويدخل ويخرج من بيته إلى أعماله ولا يخرج إلى المسجد ولا يُرى مع المصلين. هل هذه حالة من يؤمن بالله واليوم الآخر؟ والله جل وعلا يقول﴿وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ [البقرة: 43] إنه لا يتخلَّف عن صلاة الجماعة من غير عذرٍ إلا منافقٌ معلوم النفاق. قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أَثْقَلَ الصَّلَوَاتِ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (648).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (551)، والحاكم رقم (896).