×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 بمناسبة غزو الكفار

لبلاد المسلمين

الحمد لله ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا [الفتح: 28]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وسلم تسليمًا فريدًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتوبوا إليه، تمر بالمسلمين في هذه الأيام محنةٌ عظيمةٌ وكربةٌ شديدةٌ لا يخرجهم منها إلا التوبة إلى الله من الذنوب والرجوع إليه ﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥٠ وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥١ [الذاريات: 50، 51]، ما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ ولا رُفِعَ إلا بالتوبة: ﴿وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [النور: 31]، وانتظروا النصر من الله والفرج من الله فإن نصر الله قريبٌ، ما زال الإسلام والمسلمون منذ بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وهم يلاقون من الكفار الشدائد والمحن والتهديدات﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ  [البقرة: 217] لما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم في مكة قام المشركون بعداوته وصد الناس عن دعوته، وصفوه بأنه ساحرٌ وأنه كذابٌ وأنه مجنونٌ، ووصفوا القرآن بأنه سحرٌ وأنه إفكٌ مفترى، وأنها أساطير الأولين ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ [فصلت: 26]، ضايقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابهم وآذوهم بأنواع الأذى وهم صابرون قوِيُّون بإيمانهم لا يضعفهم تهديد كافرٍ أو استخفاف عدوٍّ، بل كان الإيمان يزيد في


الشرح