قلوبهم وكان الناس يدخلون في دين الله عز وجل مع ما فيه المسلمون في هذا
العهد المكي من المضايقة حتى آل بهم الأمر إلى أن حاصروا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأصحابه ومن معه في الشعب ومنعوا التعامل معهم بالبيع والشراء وغير ذلك،
وكتبوا بذلك صحيفةً علقوها بالكعبة، ثم إن عقلاءهم سعوا في نقض الصحيفة فخرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الشعب بعد المحنة وطول الأذى من كفار قريشٍ،
ثم أذن الله سبحانه لرسوله ولأصحابه بالهجرة إلى المدينة فهاجروا إلى المدينة
فاستقروا فيها وصار للمسلمين دولةٌ وصار لهم قوةٌ، خاف المشركون عند ذلك من
المسلمين بدل أن كانوا يخيفون المسلمين خافوا من المسلمين فلجأوا إلى الحرب، جاءوا
في بدر بخيلهم وخيلائهم يكذّبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عددهم أكثر من
الألف وعدد المسلمين لا يزيد عن ثلاثمائة وأربعة عشر، فالتقى الفريقان في بدرٍ على
غير موعدٍ ثم دارت المعركة فنصر الله المسلمين على الكفار قال تعالى: ﴿قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ
فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ
كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ
بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ [آل عمران: 13]، فطار خبر
بدرٍ في الأرض وهي أول وقعةٍ بين المسلمين والكفار انتصر فيها المسلمون، فطار
خبرها في الآفاق ووقع الرعب في قلوب الكفار في جميع الأقطار ثم جاءوا في أحدٍ
بعدها بسنة وحصل على المسلمين ما حصل بسبب مخالفةٍ وقعت من بعضهم لأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكانت على المسلمين نكبةٌ ولكنها لم تهز الإيمان في قلوب
المسلمين بل زاد إيمانهم وقوي يقينهم بالله وما وهنوا ولا استكانوا، ثم جاءوا في
السنة الرابعة، جاءوا بالأحزاب من القبائل يغزون رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءوا
يغزون في السنة الرابعة، جاءوا بالأحزاب
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد