×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله ما أمرنا بطاعة ولاة أمورنا وما أمرنا بها الرسول إلا لمصالح عظيمةٍ، وما نهانا عن معصية ولاة أمورنا إلا لما في ذلك من المضار العظيمة. أنتم تقرءون في التاريخ وتسمعون الوقائع الآن وترونها. الذين خرجوا على ولاة أمورهم وشقوا عصا الطاعة وأزالوا ولاتهم ماذا حصل عليهم من النكبات؟ ماذا حصل عليهم من سفك الدماء؟ ماذا حصل عليهم من اختلال الأمن؟ ماذا حصل في بلادهم من النهب والسلب؟ ماذا حصل عليهم من تدخل الكفار في بلادهم وتسلطهم عليهم؟ ولو أنهم استقاموا مع ولاة أمورهم ونصحوا لهم وكانوا أمةً واحدةً لهابهم العدو ولانتظمت أمورهم، تقرءون ما حصل من الفتنة العظمى لما قام أناسٌ من الأوباش والسفلة بقيادة يهودي يقال له ابن سبأ، لما قاموا على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وقتلوه ماذا حصل بالمسلمين من النكبات التي يعانون منها إلى الآن؟ ماذا حصل مع كل أمةٍ خلعت ولي أمرها وعصته وأزالت ولايته؟ ماذا حصل لهم مما تسمعون وتقرءون وتشاهدون الآن؟ أزالوا ولاة أمورهم فماذا حلَّ بهم؟ لا يزالون إلى الآن يعانون من الويلات 


الشرح