×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

ومن الحروب الأهلية بينهم، الحروب الداخلية، ومن الحروب مع أعدائهم ومن اختلال الأمن، ومن نهب الأموال، ومن هدم البيوت، وغير ذلك من العقوبات. فلا يستقيم أمر المسلمين إلا بجماعةٍ ولا تستقيم لهم جماعةٌ إلا بسمعٍ وطاعةٍ لولي أمرهم، فليتق الله أولئك الذين يحرشون ويتكلمون في ولاة الأمور في مجالسهم وفي منابرهم وفي الأشرطة يحرشون ويسبون ولاة الأمور ويكفرونهم هؤلاء من المفسدين في الأرض الذين يجب الأخذ على أيديهم قبل أن يستفحل الأمر ويستعصي العلاج، فإن هذا ليس هو شأن المسلمين. شأن المسلمين أنهم يتناصحون بينهم النصيحة اللائقة بلا تشهيرٍ ولا تعييرٍ وبلا غيبةٍ وبلا إشاعةٍ للفاحشة، فطريق المسلمين النصيحة اللائقة المفيدة، وأما الكلام في آحاد الناس في المجالس فإنما هو غيبةٌ محرمةٌ فكيف إذا كان هذا الكلام في ولاة الأمور، إذا كان هذا الكلام في العلماء الذين هم قدوة الأمة، ألا يسبب هذا تشتت الأمة وتباغضها؟ ألا يسبب هذا الأمر انفلات الأمر في النهاية؟ ألا يسبب شرًّا كثيرًا؟ فعلى هؤلاء أن يتقوا الله في أنفسهم وفي مجتمعهم، عليهم أن يتوبوا إلى الله. قال صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([1]).

ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله...

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5672)، ومسلم رقم (47).